ملاك أحمد عضو vip
عدد المساهمات : 94 نقاط : 205 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 57
| موضوع: قـــصـــة النـــخــــلــــة الخميس يوليو 22, 2010 1:23 pm | |
| قصة النخلة بينما كان الرسول محمد صلَّى الله عليه وآله جالساً وسط أصحابهإذ دخل عليه شابٌّ يتيمٌ يشكو إليه قائلاً ( يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخلةٌهي لجاري طلبت منه أن يتركها لي لكي يستقيم السور فرفض ، طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض ) فطلب الرسول أن يأتوه بالجارأُتي بالجار إلى الرسول صلى الله عليه وآله وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيمفصدَّق الرجل على كلام الرسول فسأله الرسول صلى الله عليه وآله أن يترك له النخلة أو يبيعها له فرفض الرجل فأعاد الرسول قوله ( بِعْ له النخلة ولك نخلةٌ في الجنة يسير الراكب فيظلها مائة عام ) فذُهِلَ أصحاب رسول الله من العرض المغري جداًفمن يدخل النار وله نخلة كهذه في الجنةوما الذي تساويه نخلةٌ في الدنيا مقابل نخلةٍ في الجنةلكن الرجل رفض مرةً أخرى طمعاً في متاع الدنيافتدخل أحد أصحاب الرسول ويدعي أبا الدحداح فقال للرسول الكريمإن أنا اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب إلي نخلة في الجنة يارسول الله ؟فأجاب الرسول نعمفقال أبو الدحداح للرجلأتعرف بستاني يا هذا ؟ فقال الرجل نعم ، فمن في المدينة لا يعرف بستان أبي الدحداح ذا الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حولهفكل تجار المدينة يطمعون في تمر أبي الدحداح من شدة جودته فقال أبو الدحداح بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطيفنظر الرجل إلى الرسول صلى الله عليه وآله غير مصدق ما يسمعه أيُعقل أن يقايض ستمائة نخلة من نخيل أبي الدحداح مقابل نخلةً واحدةً فيا لها من صفقة ناجحة بكل المقاييسفوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله والصحابة على البيع وتمت البيعة فنظر أبو الدحداح إلى رسول الله سعيداً سائلاً (أليَّ نخلة في الجنة يا رسول الله ؟) فقال الرسول (لا) فبُهِتَ أبو الدحداح من رد رسول الله صلى الله عليه وآلهثم استكمل الرسول قائلاً ما معناه (الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله وَرَدَّ الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنة بساتينمن نخيل يُعجز عن عدها من كثرتها وقال الرسول الكريم ( كم من مداح إلى أبي الدحداح ) (( والمداح هنا – هي النخيل المثقلة من كثرة التمر عليها )) وظل الرسول صلى الله عليه وآله يكرر جملته أكثر من مرة لدرجة أن الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبي الدحداح وتمنى كُلٌّ منهم لو كان أبا الدحداح وعندما عاد أبو الدحداح إلى امرأته ، دعاها إلى خارج المنـزل وقال لها (لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط ) فتهللت الزوجة من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة وسألت عن الثمنفقال لها (لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام ) فردت عليه متهللةً (ربح البيع أبا الدحداح – ربح البيع ) فمن منا يقايض دنياه بالآخرة ومن منا مُستعد للتفريط في ثروته أو منـزله أو سيارته في مقابل شيءٍ آجلٍ لم يره إنه الإيمان بالغيب وتلك درجة عالية لا تُنال إلا باليقين والثقة بالله الواحد الأحد لا الثقة بحطام الدنيا الفانية وهنا الامتحان والاختبار أرجو أن تكون هذه القصة عبرة لكل من يقرأها فالدنيا لا تساوي أن تحزن أو تقنط لأجلها أو يرتفع ضغط دمك من همومها ما عندكم ينفد وما عند الله باق | |
|