زَوَاجْ الرُّوْح
على بساط الوجود تدور الآنفُسْ في مدار رغباتها المتأرجحة ، حيث تصطدم ببعضها البعض
تحت ستار العاطفة المندفعة بسيولها المختلفة ، وكثيراً ما تتوقف نفسٌ عند نفسٌ آخرى متسائلة
عن ما الذي يشدها أليها ، وما الذي اوقفها عندها ، و في ذات المدار تجوب العديد من الطباع
التي لا تكاد تفارق دوراننا وإلتفافنا حول ذواتنا ، فحين نتوقف عند نفس آخرى ، يكون ذاك بدافع
طباع معينة توفرت في معتقدنا ، ولكن هناك تصادمات بعيدة جداً عن ما هو مألوف بين طباع البشر
.. كما زواج الروح .. هذا العناق الروحاني المستديم ، يحدث بتصادم نفس مع آخرى في مدار خالي
من العادات و التقاليد ، بعيد عن روتين اللقاءات و المواعيد المتبلدة ، حيث تلتقي روحين في مدار
الوجود اللامتناهي ، وبعيداً عن أي ترقب أو موعد أو احتمالات لقاء ، روحين لا تلتزم لشروط
المقابلة ، ولا تخضع لقوانين الحلم ولم ترشق بعطور الأرض المنتشلة بأيادي بشرية ..
يكون هذا الزواج كـ فاجعة الفرح في لحظة حزن رمادي
كـ صحوة الضمير في زحمة المعاصي البائسة
كـ البكاء الأبيض في صخب البهجة الملونة
هو زواج خالي من ملمس الجلد .. و لذة الجسد .. وطعم القبلات
و صوت المزاحمات في دنيا الإنشغال ، تذوب فيه كل الأصوات و المتطلبات
و كماليات الحياة .. لتبقى فقط الروح تناشد الروح الآخرة
زواج لا يحتاج لمال .. ولا لبيت .. لمستلزمات .. لأطفال .. لتقارير لا يحتاج لشيء
فقط لـ روح .. يعانقها .. يضمها .. يسألها ويتجاوب معها .. يتسلل إليها يتناغم معها ..
يمرح بها .. يتوحد وينشطر ويتقاسم مع أنينها .. يكون الهمس من الداخل من العمق
واللغة تجيدها المشاعر دون كلمات .. فـ تعرف الروح ما تريده توأمها أكثر من أي شيء آخر
فلو كل زوجين تزوجوا بأرواحهم قبل أجسادهم
ولو كل عاشقين توحدت أرواحهم قبل نبضات قلوبهم
لـ سكنت الملائكة الأرض ودفن الشر وتفاقم الأرق ..
منقول