رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
(هـدي خـيـر الـبـشـر في هـذا الـشـهـر)
كان شديد المحافظة على هذا الشهر، ومن شدة محافظته صلى الله عليه وسلم على الصوم في (شعبان) أن أزواجه رضي الله عنهن، كن يقلن:أنه يصوم (شعبان) كله
مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر غير (رمضان)
وكان يَـكْـثُـرُ صيامه في هذا الشهر المبارك
ولشدة معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان قال بعض أهل العلم :إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو أفضل الصيام بعد رمضان.ولا خلاف إن شاء الله في ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رغبنا في صيام هذين الشهرين (المحرم) و(شعبان)، والأحاديث كثيرة.ولأن هذا القول هو قولٌ لبعض أهل العلم المجتهدين جزاهم الله عنا كل خير. --- --- --- --- ---
سبب التطوع بالصيام في شعبان
--- --- --- --- ---
(سبب التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور)
ذكر أهل العلم حِـكَـمَـاً في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور، منها :أن أفضل التطوع ما كان قريباً من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده.فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه.ولذلك فإنك تجد رمضان يسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منه، ثم بعد انقضاء رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة.ونذكر لكم يوم غدٍ إن شاء الله تعالى قولاً جميلاً لـ :(ابـن رجـب)
في بيان وجه الصيام في شعبان من كتاب :(لطائف المعارف)
--- --- --- --- ---
بيان وجه الصيام في شعبان (قول ابن رجب في: بيان وجه الصيام في شعبان)
قال :وفيه معانٍ، وقد ذكر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان:الشهر الحرام وشهر الصيام، اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلك.وفي قوله : "يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان" :إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقاً، أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.لطائف المعارف ص(250-251)
والمعنى الثاني المذكور في الحديث هو :"أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين"
فكان صلى الله عليه وسلم يحبُّ أن يرفع عمله وهو صائم
(وهذا الكلام أعلاهـ مأخوذ من تتمة الحديث، ولم يذكر ابن رجب هذا المعنى في لطائف المعارف)
(وذكرناه لكم للتوضيح)
وذكروا لذلك معنى آخر وهو :(التمرين لصيام رمضان)
قال ابن رجـب :وقد قيل في صوم شعبان معنى آخر، وهو أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذَّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.لطائف المعارف ص (252)
--- --- --- --- ---