عدد المساهمات : 94 نقاط : 205 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 57
موضوع: أطفالنا وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 20, 2010 3:35 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
هذا موضوع أعجبني كثيراً ..وسيعجبكم
بالتأكيد لذلك نقلته لكمً
كيف نعلم أبناءنا حب رسول الله صلى الله عليهوسلم؟
أولاً: بالقدوةالصالحة
إن أول خطوة لتعليمهم ذلك الحب هو أن يحبه الوالدانأولاً، فالطفل كجهاز الرادار الذي يلتقط كل ما يدور حوله،فإن صدق الوالدان في حبهمالرسول الله ،أحبه الطفل بالتبعية، ودون أي جهد أو مشقة من الوالدين،لأنه سيرى ذلكالحب في عيونهم ،ونبرة صوتهم حين يتحدثون عنه،وفي صلاتهم عليه دائما - حين يردذكره،ودون أن يرد- وفي شوقهما لزيارته،وفي مراعاتهم لحرمة وجودهم بالمدينة المنورةحين يزورونها،وفي أتباعهم لسنته،قائلين دائما: نحن نحب ذلك لأن رسول الله كانيحبه،ونحن نفعل ذلك لأن رسول الله كان يفعله،ونحن لا نفعل ذلك لأن الرسول نهى عنهأو تركه،ونحن نفعل الطاعات إرضاءً لله سبحانه ،ثم طمعاً في مرافقة ا لرسول فيالجنة...وهكذا يشرب الطفل حب النبي صلى الله عليه وسلم دون أن نبذل جهداً مباشراًلتعليمه ذلك الحب!
فالقدوة هي أيسر وأقصر السبل للتأثير على الطفل، ويؤكد ذلكالشيخ محمد قطب بقوله:"إن من السهل تأليف كتاب في التربية،ومن السهل أيضاً تخيلمنهج معين ،ولكن هذا الكتاب وذلك المنهج يظل ما بهما حبراً على ورق،ما لم يتحول إلىحقيقة واقعة تتحرك ،وما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه، وتصرفاته،ومشاعره، وأفكارهمبادىء ذلك المنهج ومعانيه،وعندئذٍ فقط يتحول إلى حقيقة" إذ من غير المعقول أننطالب أبناءنا بأشياء لا نستطيع نحن أن نفعلها،ومن غير الطبيعي أن نأمرهم بشيءونفعل عكسه...وقد استنكر البارىء الأعظم ذلك في قوله تعالى:"أتأمرون الناسَ بالبِروتنسون أنفسَكم وأنتم تتلون الكتابَ ،أفلا تعقلون؟!"(البقرة-44)،وفي قوله جلشأنه:"يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون؟! كَبُر مقتاً عند الله أنتقولوا ما لا تفعلون"
(فإذا اقتدوا بنا تحولوا - بفضل الله - من عبء علينا إلىعون لنا )
ثانياً: بالتعامل مع كل مرحلة عمريةبما يناسبها:
أ- مرحلة ما بعد الميلاد حتىالثانية من العمر:
تلعب القدوة في هذهالمرحلة أفضل أدوارها،حين يسمع الطفل والديه يصليان على النبي عند ذكره،أو سماع منيذكره ، وحين يجلسان معا يومي ا لخميس والجمعة- مثلاً- يصليان عليه ،فيتعود ذلك،ويألفه منذ نعومة أظفاره...مما يمهد لحبه له صلى الله عليه وسلم حينيكبر. كما يمكن أن نردد أمامه مثل هذه الأناشيد حتى يحفظها :
محمد نبينا أمُّهُآمِنة أبوه عبد الله مات مارآه ***
"هذا بن عبد الله أخلاقهالقرآن والرحمة المهداة عمت علىالأكوان"
ب- مرحلة ما بين الثالثةوالسادسة:
يكون الطفل في هذه المرحلة شغوفاً بالاستماع للقصص،لذافمن المفيد أن نعرِّفه ببساطة وتشويق برسول الله صلى الله عليه وسلم،فهو الشخص الذيأرسله الله تعالى ليهدينا ويعرفنا الفرق بين الخير والشر،فمن اختار الخير فله الجنةومن اختار الشر فله النار والعياذ بالله،ونحكي له عن عبد الله،وآمنة والدي الرسولالكريم،و قصة ولادته صلى الله عليه وسلم ،وقصة حليمة معه،ونشأته يتيماً( حين كانأترابه يلوذون بآبائهم ويمرحون بين أيديهم كطيور الحديقة بينما كان هو يقلِّب وجههفي السماء ...لم يقل قط" يا أبي" لأنه لم يكن له أب يدعوه ،ولكنه قال كثيراً،ودائماً:" يا ربي"!!! " ومن المهم أن نناقشالطفل ونطلب رأيه فيما يسمعه من أحداث مع توضيح ما غمض عليهمنها. ويستحب أن نحفِّظه الآيتين الأخيرتين من سورتي "التوبة"،و"الفتح"التيتتحدث عن فضائله صلى الله عليه وسلم؛ مع شرح معانيها على قدر فهمه. كما يمكن تحفيظه كل أسبوع أحد الأحاديث الشريفة القصيرة،مع توضيحمعناها ببساطة،من هذه الأحاديث مثلاً :
" من قال لا إله إلاالله دخل الجنة" "إن الله جميل يحب الجمال"
"إن الله يحب إذا عملأحدكم عملاً ان يتقنه" "خيركم من تعلَّمالقرآن وعلمه"
"إماطة الأذى عن الطريق صدقة" "لا يدخل الجنةنمَّام" "من لم يشكر الناس، لم يشكر الله " "ليس مِنَّا مَنلم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا" " ا لمسلم منسَلِم المسلمون من لسانه ويده" "الكلمة الطيبةصدقة" "لا تغضب، ولك الجنة" "تَبسَُّمك في وجهأخيك صدقة" "الراحمون يرحمهم الرحمن"" "من حُسن إسلامالمرء تركه ما لا يعنيه" "خير الناس أنفعهمللناس" "الدين ا لنصيحة" "الجنة تحت أقدامالأمهات" "تهادوا تحابُّوا" "التائب من الذنبكمن لا ذنب له" "جُعلت قرة عيني في الصلاة" "الحياء منالإيمان" " آية المنافق ثلاث :إذا حدَّث كذب وإذا وعد اخلف ،وإذا اؤتمنخان"
ملاك أحمد عضو vip
عدد المساهمات : 94 نقاط : 205 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 57
موضوع: رد: أطفالنا وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 20, 2010 3:47 pm
مرحلة ما بين السابعة والعاشرة:
في هذه المرحلة يمكننا أن نحكي لهم مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال،وحبه لهم ، ورحمته بهم،واحترامه لهم،وملاطفته ومداعبته لهم...وهي مواقف كثيرة فيما يلي نذكر بعضها،مع ملاحظة أن البنت سوف تفضل حكاياته مع البنات،والعكس؛ولكن في جميع الأحوال يجب أن يعرفونها كلها؛ فالقصص تحدث آثاراً عميقة في نفوس الأطفال وتجعلهم مستعدين لتقليد أبطالها.
موقفه مع حفيديه الحسن والحسين،حيث كان صلى الله عليه وسلم يحبهما ويلاعبهما ويحنو عليهما،وفيما يلي بعض المواقف لهما مع خير جد)
*"عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال:"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً،فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،فوضعه ثم كبَّر للصلاة فصلى،فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر الرسول الكريم،وهو ساجد،فرجعت إلى سجودي؛ فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة،قال الناس:" يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يُوحى إليك،فقال :"كل ذلك لم يكن،ولكن ابني ارتحلني ،فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته"!!!
* عن عبد الله بن بريدة،عن أبيه،قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران،فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما،ووضعهما بين يديه،ثم قال:"صدق الله<إنما أموالُكم وأولادُكم فتنة>،فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران ،فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما"
*** روى البخاري أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:" قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده "الأقرع بن حابس التميمي "جالس، فقال الأقرع:"إن لي عشرة من الولد، ماقبَّلت منهم أحداً"،فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال:"مَن لا يَرحم لا يُرحم"، وروت عائشة رضي الله عنها أن أعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:"أتقبِّلون صبيانكم؟! فما نقبِّلهم"،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أو أملِك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟"
**** وكان صلى الله عليه وسلم يتواضع للأولاد عامة، ولأولاده خاصة،فكان يحمل الحسن رضي الله عنه على كتفه الشريفة، ويضاحكه ويقبله، ويريه أنه يريد أن يمسك به وهو يلعب ،فيفر الحسن هنا وهناك ،ثم يمسكه النبي صلى الله عليه وسلم . وكان يضع في فمه الشريف قليلاً من الماء البارد ،ويمجه في وجه الحسن ،فيضحك، وكان صلى الله عليه وسلم يُخرج لسانه للحسين،فإذا رآه أخذ يضحك .
***** ومن تمام حبه لهما وحرصه على مصلحتهما أنه كان يؤدبهما بلطف مع بيان السبب ،فقد روي أبو هريرة قائلا:"أخذ الحسن بن علي رضي الله تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كخ ،كخ،إرم بها،أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة ؟"
و موقفه مع أخٍ أصغر لأنس بن مالك،وكان يُدعى "أباعمير"، حين علم أنه اشترى عصفوراً،وكان شديد الفرح به ،فكان-صلى الله عليه وسلم- يداعبه كلما رآه قائلاً:"يا أبا عمير مافعل النغير؟" - والنغير صيغة لتصغير "النُغََّّر"،وهو العصفور الصغير- وذات مرة كان صلى الله عليه وسلم يمشي في السوق فرآه يبكي، فسأله عن السبب ،فقال له:"مات النغير يا رسول الله"،فظل صلى الله عليه وسلم يداعبه، ويحادثه ،ويلاعبه حتى ضحك،فمر الصحابة بهما فسألا الرسول صلى الله عليه وسلم عما أجلسه معه، فقال لهم:"مات النغير،فجلست أواسي أبا عمير"!!!
رحمته صلى الله عليه وسلم ( لبكاء الصبي في الصلاة، حتى أنه كان يخففها،فعن أنس رضي الله عنه قال:" ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة، ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم،وإن كان ليسمع بكاء الصبي ،فيخفف عنه مخافة أن تُفتن أمه"،ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه،فيقول:"إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها،فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكاءه")
إصطحابه صلى الله عليه وسلم الأطفال للصلاة و مسحه خدودهم ، رحمة وإعجاباً وتشجيعاً لهم،فعن جابر بن أبي سمرة رضي الله عنه قال:"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى- أي الظهر- ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدَّي أحدهم واحداً واحداً،قال: "وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها صلى الله عليه وسلم من جونة عطار!
إعطاؤه صلى الله عليه وسلم الهدايا للأطفال،" فقد روى مسلم عن أبي هريرة قال:" كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه قال:" اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مُدِّنا"، ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر!!!
صلاته صلى الله عليه وسلم وهو يحملهم، فقد ثبت في الصحيحين عن "قتادة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أُمامة بنت زينب بنت رسول الله ،وهي لأبي العاص بن الربيع،فإذا قام حملها،وإذا سجد وضعها،فلما سلَّم حملها .
إحترامه-صلى الله عليه وسلم- للأطفال ، ودعوته لعدم الكذب عليهم، فقد كان( الصغار يحضرون مجالس العلم والذكر معه،حتى كان أحد الغلمان ذات يوم يجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم،وعلى يساره الأشياخ،فلما أتى النبي بشراب شرب منه ،ثم قال للغلام:"أتأذن لي ان أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام:" لا يا رسول الله ، لا أوثر بنصيبي منك أحداً،فأعطاه له النبي صلى الله عليه وسلم)!!
وعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه ،قال:"دعتني أمي ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطك"،فقال لها صلى الله عليه وسلم:" ما أردت أن تعطيه؟" قالت "أعطيه تمرا" ، فقال لها أما أنك لو لم تعطِه شيئا كُتبت عليك كذبة"
وصيته صلى الله عليه وسلم بالبنات-حيث كان العرب يئدونهن في الجاهلية- قائلاً:" من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن، وضرائهن،وسرائهن دخل الجنة" فقال رجل :"و ثنتان يا رسول الله؟" قال:" و ثنتان"،فقال آخر:" وواحدة؟" قال: "وواحدة")
حرصه صلى الله عليه وسلم على إرشادهم إلى الصواب وتصحيح مفاهيمهم وأخطائهم بالحكمة،وبصورة عملية لاستئصال الخطأ من جذوره ؛ ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
أن أحد أصحابه- صلى الله عليه وسلم- وكان مولى من أهل فارس قال : "شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة أُحد فضربت رجلاً من المشركين فقلت:"خذها مني وأنا الغلام الفارسي،فالتفت إليَّ النبي وقال:"هلا قلت خذها مني وأنا الغلام الأنصاري؟" وهذا عبد الله بن عمر حين لم يكن يقوم الليل،فقال أمامه الرسول صلى الله عليه وسلم:"نِعم الرجل عبد الله، لوكان يصلي من الليل! فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا"
تعليمه صلى الله عليه وسلم لهم حفظ الأسرار،"فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال:"أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه ،فأسر إلىَّّ حديثا لا أحدث به أحداً من الناس"
رفقه بخادمه "أنس بن مالك" رضي الله عنه،حيث كان يناديه ب"يا بُني" أو" يا أُنيس"-وهي صيغة تصغير للتدليل- يقول أنس:" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين،والله ما قال لي أف، ولا لِم صنعت ؟ ولا ألا صنعت؟
ملاك أحمد عضو vip
عدد المساهمات : 94 نقاط : 205 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 57
موضوع: رد: أطفالنا وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 20, 2010 3:57 pm
عقده صلى الله عليه وسلمالمسابقات بين الأطفال لينشِّط عقولهم ،وينمِّي مواهبهم ويرفع همَّتهم، ويعزِّزطاقاتهم المخبوءة، فقد تصارع "سمرة"، و"رافع" رضي الله عنهما أمام رسول الله صلىالله عليه وسلم عندما أرادا الاشتراك في جهاد الأعداء فردهما رسول الله لصغرسنهما،فزكى الصحابة "سمرة" لأنه يحسن الرمي، فأجازه صلى الله عليه وسلم، فقال "رافع" أنه يصارعه- أي أنه أقوى منه- رغم أنه لا يحسن الرمي،فطلب الرسول الكريم منهأن يصارعه، فدخلا معًا مباراة للمصارعة فصرعه رافع، فأجازهما رسول الله صلى اللهعليه وسلم!!
رحمته- صلى الله عليه وسلم- بالحيوان،ومن الأمثلة على ذلك: * قصته مع الغزالة،فقد روي عن أنس بن مالك انه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قداصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني أُخذت وليخشفان(رضيعان) فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم فقال: "أين صاحب هذه؟" فقال القوم: نحن يا رسول الله"، قال: "خلُّوا عنها حتى تأتى خشفيها ترضعهما وترجع إليكم"،فقالوا من لنا بذلك؟ قال "أنا" فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها فمربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها منهم وأطلقها. ** وقصته مع (الجمل الذي رآه صلى الله عليه وسلم حين دخل بستاناً لرجلمن الأنصار،فإذا فيه جمل فما إن رأى النبي صلى الله عليه وسلم حتى حنَّ وذرفت عيناهفأتاه الرسول الكريم فمسح ذفراه فسكت،،فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:"من رب هذاالجمل؟" فقال فتى من الأنصار:" أنا يا رسول الله ، فقال له:" ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي أملكك الله إياها؟! فإنه شكا إلي انك تجيعهوتدئبه" *** وهذا جمل آخر( كانت تركبه السيدة عائشة رضي اللهعنها لتروِّضه،فجعلت تذهب به وتجيء ، فأتعبته، فقال لها صلى الله عليه وسلم:" عليكبالرفق يا عائشة")
... وهكذا إلى آخر الحكايات المروية عنه صلى الله عليه وسلمالمتاحة بكتب السيرة المعروفة،مما يناسب هذه المرحلةالعمرية.
وإذا استطعنا أن نصحب طفلنا معنا لزيارة قبر الرسول صلى الله عليهوسلم بعد التمهيد له عن آداب المسجد - وخاصة المسجد النبوي والمسجد الحرام- وبعد أننوضح له أ ن الله تعالى يرد عليه روحه حين نصلي عليه، ليرد علينا السلام؛ونوضح لهأننا حين ندعو ونحن بجوار القبر الشريف يجب أن نكون متوجهين للقبلة ،فالمسلم لايدعو إلا الله،ولا يرجو سواه.
كما نعرِّفهفضل الروضة الشريفة، ثم نحرص على أن نصحبه ليقضي بها ماشاء الله له.... فنحن نتكلفالكثير من أجل تعليم أولادنا- لضمان مستقبلهم الدنيوي- والترفيه عنهم،وكسوتهم... إلخ وفي رأي كاتبة هذه السطور أن هذه الزيارة لا تقل أهمية عن كل ذلك ؛ فهي تعلِّمهوترفع من معنوياته، وتزيده قربا من الله و رسوله ،ومن ثمَّ تؤمن له مستقبله فيالآخرة ان شاء الله!
وقد ثبت بالتجربة أنهذه الزيارة إذا كانت في المراحل الأولى من عمر الطفل ، فإنها تكون أشد تأثيراًوثباتاً في نفس الطفل، بل وأكثر معونة له على الشيطان،وعلى الالتزام بتعاليم الدينفي بقية عمره؛هذا إن أحسن الوالدان التصرف معه أثناء هذه الرحلة المباركة، وساعداهعلى أن يعود منها بذكريات سعيدة بالنسبة له كطفل. وإذا أوضحنا له أن هذهالزيارة مكافأة له على نجاحه مثلاً، أو لحسن خُلُقه، أو غير ذلك كان التأثيرأبلغ،وكان ذلك أعون له على مواصلة ما كافأناه منأجله.
ومما يعين أيضاً على حبه صلى الله عليه وسلم أن نكافئ الطفل علىصلاته على النبي عشر مرات- مثلا - قبل النوم، وبعد الصلاة ،وعندما يشعر بضيق أوحزن...حتى يتعود ذلك.
ملاك أحمد عضو vip
عدد المساهمات : 94 نقاط : 205 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 57
موضوع: رد: أطفالنا وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الجمعة مايو 21, 2010 10:20 am
ثالثاً مرحلة ما بين الحادية عشرة والثالثة عشرة
يمكن في هذه المرحلة أن نحكي له - بطريقة غير مباشر ة - عن أخلاق وطباع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أي أثناء اجتماع الأسرة للطعام أو اجتماعها للتنزه في نهاية الأسبوع ، أو نقوم بتشغيل شريط يحكي عنه في السيارة أثناء الذهاب للنزهة ،مثل شريط"حب النبي صلى الله عليه وسلم للأستاذ "عمرو خالد" مثلاً-أو نهديهم كتباً تتحدث عنه صلى الله عليه وسلم بأسلوب قصصي شيق،مثل: "إنسانيات محمد" لخالد محمد خالد،و"أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" لنجوى حسين عبد العزيز،و" معجزات النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال " لمحمد حمزة السعداوي".
ومما يمكن أن نحكي لهم في هذه المرحلة
أدب السلوك المحمدي
كان صلى الله عليه وسلم يجيد آداب الصحبة والسلوك،( فكان إذا مشى مع صحابه يسوقهم أمامه فلا يتقدمهم،ويبدأ من لَقيه بالسلام،وكان إذا تكلم يتكلم بجوامع الكلم،كلامه فصل ، لا فضول ولا تقصير،أي على قدر الحاجة،وكان يقول"من حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه"،وكان يقول" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُل خيراً أو ليصمت"،وكان طويل السكوت ، دائم الفِكر،دمث الخُلُق،ليس بالجافي ولا المُهين،يعظِّم النعمة وإن قلَّت، لا تُغضبه الدنيا وما كان لها،فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد،وكان لا ينتصر لنفسه أبداً، و إذا غضب أعرض وأشاح ،وإذا فرح غض طرفه،كل ضحكه التبسم،وكان يشارك أصحابه في مباح أحاديثهم إذا ذكروا الدنيا ذكرها معهم،وإذا ذكروا طعاماً أو شراباً ذكره معهم،كان لا يعيب طعاما يقدم إليه أبداً،وإنما إذا أعجبه أكل منه وإن لم يعجبه تركه...وهو القائل
"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً،و"إن مِن أحبكم إلىَّ وأقربهم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً "،
وسُئل –صلى الله عليه وسلم عن البِر فقال
"حسن الخلق"،وسُئل أي الأعمال أفضل،فقال" حسن الخلق")
(وكان صلى الله عليه وسلم يحرص أشد الحرص على أن يسود الود والألفة بين المسلمين،فكان يوصيهم- فيما يوصيهم- بقوله
"إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ،فإن ذلك يُحزنه"
وقوله"لا يقيمن أحدكم رجلاً من مجلسه ثم يجلس فيه... ولكن توسعوا،وتفسحوا يفسح الله لكم"
وقوله" لا يحل لرجل أن يجلس بين اثنين إلا بإذنهما"
وقوله " يُسلِّم الراكب على الماشي والماشي على القاعد،والقليل على الكثير،والصغير على الكبير"
ويحدثنا "كلوة بن الحنبل"فيقول"
بعثني صفوان بن أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهَدِيَّة فدخلت عليه، ولم استأذن ولم أسلم ، فقال لي الرسول:
"إرجع فقل" السلام عليكم ،أأدخل؟")
ثم يتجلى سمو خُلُقه وحسن أدبه في حفاظه الشديد على كرامة الكائن البشري -الذي كرَّمه المولى سبحانه- ومراعاته الذكية لمشاعر الناس وأحاسيسهم،ومما يدل على ذلك
أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يواجه أحداً بأخطاءه وإنما كان يقول:
" ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا .." تاركاً الفاعل الحقيقي يحس بذنبه ويعرف خطأه دون أن يعرف الآخرون عنه شيئا.
ويحكي
( معاوية بن الحكم )قائلاً
"بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت
(يرحمك الله) فرماني القوم بأبصارهم.
فقلت واثكل أمياه،ما شأنكم تنظرون إلي؟
فجعلوا يضربون أفخاذهم.
فلما رأيت أنهم يصمتونني سكت". فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه... فو الله ما قهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال
"إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس... إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن..!" ) رواه مسلم
وعلى الرغم من كل ذلك ؛ فقد كان دائماً يدعو ربه قائلاً
" اللهم كما حسَّنتَ خَلقي فحسِّن خُلُقي"!!!
الكرم المحمدي
(كان الكرم المحمدي مضرب الأمثال،فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً وهو يجد ما يعطيه،فقد سأله رجل حُلة كان يلبسها،فدخل بيته فخلعها ،ثم خرج بها في يده وأعطاها إياه،وسأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين،فلم يكن الرجل مصدقاً ،فأسرع بها وهو ينظر خلفه خشية أن يرجع النبي الكريم في قوله،ثم ذهب إلى قومه فقال لهم
" يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر!"...وحسبنا في الاستدلال على كرمه صلى الله عليه وسلم حديث بن عباس الذي رواه البخاري "قال بن عباس حين سئل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
" كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان،حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ،فكان صلى الله عليه وسل أجود من الريح المُرسلة" .
وفيما يلي بعض الأمثلة العجيبة على جوده وكرمه
* أعطى الرسول الكريم العباس رضي الله تعالى عنه من الذهب ما لم يُطِق حمله. ** وأعطى معوذ بن عفراء ملء كفيه حُليا وذهباً لما جاءه بهدية من رُطب وقِثَّاء. *** جاءه رجل فسأله، فقال له ما عندي شيء ولكن إبتع علي(أي اشتر ما تحتاجه على حسابي وأنا أسدده عنك إن شاء الله) فإذا جاءنا شيء قضيناه"!!)
الحلم المحمدي
(كان الحلم - وهو ضبط النفس حتى لا يظهر منها ما يكره قولاً أو فعلا عند الغضب- فيه صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال،ولعل ذلك يظهر فيما يلي من الأمثلة
* لمَّا شُجَّت وجنتاه صلى الله عليه وسلم وكُسرت رباعيته(السِنَّتان الأماميتان بالفك) يوم أُحد رفع يديه إلى السماء،فظن الصحابة أنه سيدعو على الكفار،ولكنه قال" اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" !!!
** ولما جذبه أعرابي برداءه جذبة شديدة حتى أثرت في صفحة عنقه صلى الله عليه وسلم، وقال الأعرابي :" إحمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك ،فإنك لا تحمل لي من مالك ومال أبيك"،حلُمَ عليه صلى الله عليه وسلم ولم يزد أن قال:" المال مال الله وأنا عبده ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي" فقال الأعرابي:"لا"، فقال النبي :"لم؟" قال لأنك لا تكافيء السيئة بالسيئة"،فضحك صلى الله عليه وسلم،ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير، وعلى آخر تمر!!!
*** لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم ضرب خادماً ولا امرأة قط ، بهذا أخبرت عائشة رضي الله عنه ، فقالت:" ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً من مظلمة ظُلمها قط،ما لم تكن حُرمة من محارم الله ، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يُجاهد في سبيل الله،وما ضرب خادماً قط ولا امرأة.
ملاك أحمد عضو vip
عدد المساهمات : 94 نقاط : 205 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 57
موضوع: رد: أطفالنا وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الجمعة مايو 21, 2010 10:41 am
العفوالمحمدي
(كان العفو- وهو ترك المؤاخذة ،عند القدرة على الأخذ من المسيء - منأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم،وقد أمره به المولى تبارك وتعالى حين تنزل جبريلبالآية الكريمة"خُذ العفوَ وَأْمُر بالعُرف وأعرِض عن الجاهلين" فسأله صلى اللهعليه وسلم عن معنى هذه الآية،فقال له" حتى أسال العليم الحكيم"،ثم أتاه فقال " يامحمد إن الله يأمرك ان تصل من قطعك،و وتعطي من حرمك، وتعفو عمنظلمك" وقد امتثل صلى الله عليه وسلم لأمرربه،فنراه
(ما خُيِّر بين أمرينإلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً- فإن كان إثماً كان ابعد الناس عنه،كما قالتالسيدة عائشة رضي الله عنها.
ويتجسد عفوه حين تصدىله "غورث بن الحارث" ليفتك به صلى الله عليه وسلم والرسول مطّرح تحت شجرة وحدهقائلاً
(نائماً في وقت القيلولة)، وأصحابه قائلون أيضاً، وذلك في غزوة، فلمينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا و غورث قائم على رأسه، والسيف مسلطاً فييده،وهو يقول"
ما يمنعك مني؟" فقال صلى الله عليه وسلم
"الله"!! فسقط السيف من يد غورث ،فأخذه النبي الكريم وقال" من يمنعك مني؟"
قال غورث" كُن خير آخِذ" ،فتركه وعفا عنه،فعاد إلى قومهفقال
" جئتكم من عند خير الناس!"
ولما دخل المسجدالحرام صبيحة الفتح ووجد رجالات قريش - الذين طالما كذَّبوه ، و أهانوه ،وعذبواأصحابه وشردوهم- جالسين مطأطئي الرؤوس ينتظرون حكم رسول الله صلى الله عليه وسلمالفاتح فيهم،فإذا به يقول لهم
" يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟" قالوا" أخ كريم ، وابن أخ كريم"،قال" إذهبوا فأنتم الطلقاء!!!" فعفا عنهم بعد أنارتكبوا من الجرائم في حقه وحق أصحابه ما لا يُحصىعدده!!!
ولما تآمر عليه المنافقون ليقتلوه وهو في طريق عودته منتبوك إلى المدينة ، وعلم بهم وقيل له فيهم،عفا عنهم وقال
" لا يُتحدَّث أنمحمداً يقتل أصحابه!!! )
وحين كان الكفارينادونه ب" مذمم" بدلاً من "محمد"، وغضب أصحابه صلى الله عليه وسلم...كان يقوللهم" دعوهم فإنما يشتمون" مذمماً"، وأنا "محمد"!!!
الشجاعةالمحمدية
(كان صلى الله عليه وسلم شجاع القلب والعقل معاً،فشجاعة القلب هي عدمالخوف مما يُخاف منه عادةً،والإقدام على دفع ما يُخاف منه بقوة وحزم،أما شجاعةالعقل فهي المُضي فيما هو الرأي وعدم النظر إلى عاقبة الأمر،متى ظهر أنهالحق...فكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس على الإطلاق! ، ومن أدلة ذلك أن اللهتعالى كلفه بأن يقاتل وحده في قوله" فقاتِل في سبيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إلانفسك،وحرِّض المؤمنين"(النساء- 84)،
ومن بعض أدلة ومظاهر شجاعته صلى اللهعليه وسلم ما يلي
شهادة الشجعان الأبطالله بذلك،فقد قال علي بن أبي طالب ، وكان فارسا مغواراً من أبطال الرجال وشجعانهم
" كنا إذا حمي البأس (اشتدت المعركة)واحمرت الحُدُق(جمع حدقة وهي بياضالعين) نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم أي نتقي الضربوالطعان"!!!
وهذا موقفه البطولي الخارق للعادة يوم أُحد حيث ذهل عنأنفسهم الشجعان،ووقف محمد صلى الله عليه و سلم كالجبل الأشم حتى لاذ به أصحابهوالتفوا حوله وقاتلوا حتى انجلت المعركة بعد قتال مرير وهزيمة نكراء حلت بالقوم منجراء مخالفتهم لكلامه صلى الله عليه وسلم ،وفي حُنين حين انهزم أصحابه وفر رجالهلصعوبة مواجهة العدو من جراء الكمائن التي نصبها وأوقعهم فيها، وهم لا يدرون... بقيوحده صلى الله عليه وسلم في الميدان يطاول ويصاول وهو على بغلته يقول
" أناالنبي لا كذب.. أنا ابن عبد المطلب"
ومازال في المعركةيقول:" إلىَّ عباد الله ! إليَّ عباد الله" حتى أفاء أصحابه إليه وعاودوا الكرة علىالعدو فهزموهم في ساعة .
هذه بعض دلائل شجاعتهالقلبية ، أما شواهد شجاعته العقلية،فنكتفي فيها بشاهد واحد ،فإنه يكفي عن ألف شاهدويزيد،وهو موقفه من تعنُّت "سهيل بن عمرو" وهو يملي وثيقة صلح الحديبية ،حين تنازلصلى الله عليه وسلم عن العبارة
" بسم الله" إلى" باسمك اللهم"،وعنعبارة"محمد رسول الله" إلى " محمد بن عبد الله" ،وقد استشاط أصحابه صلى الله عليهوسلم غيظا،وبلغ بهم الغضب حداً لا مزيد عليه، وهو صابر ثابت حتى انتهت وكانت بعدأيام فتحاً مبينا؛ فضرب صلى الله عليه وسلم بذلك أروع مثل في الشجاعة وبعد النظروأصالة وإصابة الرأي)
الصبر المحمدي
(كان الصبر- وهو حبس النفس على طاعة الله تعالى حتى لا تفارقها،وعن معصية الله تعالى حتى لا تقربها،وعلى قضاء الله تعالى حتى لا تجزع له ولا تسخط عليه- هو خُلق محمد صلى الله عليه وسلم،فقد صبر وصابر طيلة عهد إبلاغ رسالته الذي دام ثلاثاً وعشرين سنة،فلم يجزع يوماً، ولم يتخلَّ عن دعوته وإبلاغ رسالته حتى بلغ بها الآفاق التي شاء الله تعالى أن تبلغها،وباستعراض المواقف التالية تتجلى لنا حقيقة الصبر المحمدي الذي هو فيه أسوة كل مؤمن ومؤمنة في معترك الحياة
صبره صلى الله عليه وسلم على أذى قريش طوال فترة بقاءه بينهم بمكة ،فقد ضربوه وألقوا روث الجزور على ظهره ، وسبوه واتهموه بالجنون مرة وبأنه ساحر مرة ،وبأنه كاهن مرة، وبأنه شاعر مرة ،وعذبوا أصحابه وحاصروه معهم ثلاث سنوات مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وحكموا عليه بالإعدام وبعثوا رجالهم لتنفيذ الحكم إلا أن الله عز وجل سلَّمه وعصم دمه.
و صبره صلى الله عليه وسلم عام الحزن حين ماتت خديجة الزوجة الحنون التي صدقته حين كذبه الناس، وآوته حين طرده الناس، وأعطته حين حرمه الناس، وواسته حين اتهمه الناس...وصبره حين مات العم الحاني الحامي المدافع عنه ،فلم توهن هذه الرزايا من قدرته وقابل ذلك بصبر لم يعرف له في تاريخ الأبطال مثيل و لا نظير.
وصبره في كافة حروبه في بدر وفي أُحد وفي الخندق وفي الفتح وفي حنين وفي الطائف حين حاربته البلدة كلها ،وفي تبوك فلم يجبن ولم ينهزم ولم يفشل ولم يمل، حتى خاض حروبا عدة وقاد سرايا عديدة ،فقد عاش من غزوة إلى أخرى طيلة عشر سنوات !!! فأي صبر أعظم من هذا الصبر؟!! و صبره صلى الله عليه وسلم على الجوع الشديد،فقد مات صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير مرتين في يوم واحد قط!!!وهو الذي لو أراد أن يملك الدنيا لملكها ولكنه آثر الآخرة ونعيمها)
الرحمة المحمدية
كان صلى الله عليه وسلم يرحم الناس
( رحمة الأقوياء الباذلين وليست رحمة الضعفاء البائسين،وكان يمارسها ممارسة مؤمن بها، متضمخ بعطرها، مخلوق من عجينتها)
حتى أن ربه قال عن رحمته صلى الله عليه وسلم لسائر الخلق
"وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين"،وقال عن رحمته للمؤمنين خاصة" بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم"
ملاك أحمد عضو vip
عدد المساهمات : 94 نقاط : 205 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 57
موضوع: رد: أطفالنا وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الجمعة مايو 21, 2010 10:49 am
وحين أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة فخرج إلى الطائف،وقف أهلها في صفين يرمونه بالحجارة ،فدميت قدماه الشريفتان ، وشكا إلى الله تعالى ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس ...فنزل جبريل عليه السلام ،
(وقال يا محمد" لو شئت أن أطبق عليهم الأخشبين "جبلين بمكة" لفعلت" ، فقال له رسول الرحمة والتسامح" لا ، لعل الله يخرج من بين ظهرانيهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" ، و قد صحت نظرة الرحمة والحلم المحمدية ، ودخل الناس في هذه الأماكن وغيرها في دين الله أفواجا !!!
وكان صلى الله عليه وسلم رحيماً حتى في مقاتلته لأعداء دينه،فقد كان يوصي جيشه المقاتل بألا يضرب إلا من يضربه أو يرفع عليه السلاح ، وكان يقول" لا تقتلوا امرأة ولا وليداً ولا شيخا ولا تحرقوا نخيلا ولا زرعا، كما كان يحرص على عدم التمثيل بهم أو المبالغة في إهانتهم ، فيقول
(" اجتنبوا الوجوه ولا تضربوها"!! )
(وورد في البخاري مما رواه أنس رضي الله عنه أن غلاماً يهودياً كان يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما مرض،عاده الرسول الكريم فقعد على رأسه وقال له :
" أسلِم " فنظر إلى أبيه و هو عنده،فقال:
"أطع أبا القاسم"، فأسلم الغلام، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
" الحمد لله الذي أنقذه من النار"!!)
وكان صلى الله عليه وسلم يوصي بالضعفاء رحمة بهم، فنراه يوصي باليتامى قائلا:
" خير البيوت بيت فيه يتيم مُكرَم"؛ وبالنساء قائلاً:
" استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خُلقن من ضلع أعوج"؛وبما ملكت الأيمان،
(فنجد آخر كلماته صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة:" الصلاة، وما ملكت أيمانكم،حتى جعل يغرغر بها صدره وما يكاد يفيض بها لسانه!!!)
الوفاء المحمدي
(كان وفاؤه صلى الله عليه وسلم باهراً،فقد كان وفياً لربه،ووفياً لحاضنته، ووفياً لزوجاته،ووفياً لأصحابه، ووفيا ًلسائر الكائنات. فقد سألته السيدة عائشة يوماً حين كان يقوم الليل حتى تورمت قدماه لماذا يجهد نفسه بهذا الشكل وقد غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكان رده صلى الله عليه وسلم:" أفلا أكون عبداً شكورا" ؟!!!!
(وذات يوم زارته بالمدينة سيدة عجوز فخفَّ عليه الصلاة والسلام للقائها في حفاوة بالغة، وغبطة حافلة، وأسرع فجاء ببردته النفيسة وبسطها على الأرض لتجلس عليها العجوز؛ وبعد انصرافها سألته عائشة رضي الله عنها عن سر حفاوته بها فقال:" إنها كانت تزورنا أيام خديجة"!!!
وبين غرفته بالمسجد ومكان المنبر حيث كان يؤم المسلمين في الصلاة بضع خطوات .. كان يقطعها كل يوم عند كل صلاة ولقد أحب هذه الأمتار من الأرض لأنها كانت ممشاه إلى الله، وإلى قرة عينه الصلاة، ولقد أخذه الحب لها والوفاء حتى أكرمها وأجلَّها وقال
" ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة"!!!)
ومن أحلى الأوقات لرواية هذه القصص لأطفالنا عنه صلى الله عليه وسلم ، وأكثرها تأثيراً في النفس هو وقت ما قبل النوم ، حين تنطفئ الأنوار - أو تكون خافتة- ويكون الطفل مهيئاً للاستماع والتخيل، ومن ثم التفكير فيما يسمع.
فإن لم يستطع الوالدان أن يصحبوا أطفالهم في هذه الروضة المحمدية ليتنسموا عبق الرياحين و الأزهار، ويقتطفوا من أطايب الثمار ، فيمكنهما أن يسمعا معهم- بالسيارة- وهم في الطريق إلى النزهة الأسبوعية مثلاً أشرطة "الأخلاق " للأستاذ عمرو خالد التي تتكلم- بأسلوب واضح يفهمه الكبار والصغار- عن شتى الأخلاق الإسلامية ،ومظاهر كل خُلق لدي الرسول الكريم.
ولعله من المفيد الإشارة إلى أن تعليم أخلاق الرسول الكريم لأطفالنا قد يخلق لهم مشكلة وهي أنهم سيواجَهون في المجتمع بمن يتصرفون بعكس هذه الأخلاق،فيرون أقرانهم يكذبون، ويغشون، ويتكبرون، ويتنابزون بالألقاب، ويغضبون لأتفه الأسباب...
بل والأسوأ من ذلك أن هؤلاء الأقران قد يتعاملون معهم على أنهم ضعفاء أو أغبياء لتمسكهم بهذه الأخلاق!!!
مما يسبب لهم إحباطا واضطراباً وعدم ثقة فيما تعلموه من والديهم ...وقد يتسبب هذا-أحياناً- في أن يندم الوالدان على تربية أولادهم على الأخلاق في زمن لا يقدِّر الأخلاق... لكن كاتبة السطور تحذِِّر من هذا الإحساس المدمِّر،وذلك المدخل من مداخل الشيطان على المؤمن، وتؤكد أن ما فعله الوالدان هو الصحيح ، والدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً" فإذا كنا قد علَّمناهم الأخلاق ابتغاء مرضاة الله تعالى، فلابد من أن نوقن في أنه سبحانه سيجعل لهم فرجا و مخرجا؛ وأن النصر في النهاية سيكون- بإذن الله - حليفهم ،إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.
كما ينبغي أن نعلم أطفالنا أن يقول كل منهم لنفسه حين يرى تلك النماذج المؤسفة لسوء الخلق:" أنا على حق"، "إنهم هم المخطئون"،" واجبي أن أتمسك بأخلاقي حتى يفعلوا مثلي يومًا ما- كما فعل رسول الله حين كان هو المسلم الوحيد على وجه الأرض- وإن لم يفعلوا أكون من الفائزين بالجنة إن شاء الله !"
وينبغي أن نساعدهم على اختيار الأصدقاء الذين يشاركونهم هذه الأخلاق،فإن ذلك يعينهم ،ويشعرهم أنهم ليسوا بغرباء في المجتمع.
ولا ننسى الدعاء لهم دائماً
" اللهم اهدي أولادي وأولاد المسلمين لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهديهم لأحسنها إلا أنت ،واصرف عنهم سيئها ، فإنه لا يصرف عنهم سيئها إلا أنت" "اللهم كما حسَّنت خَلقهم ،فحسِّن خُلُقهم"
مرحلة مابين الرابعة عشرة والسادسة عشرة
من المُجدي في هذه المرحلة أن يقوم الوالدان بعقد المسابقات في الإجازة الصيفية بين الأولاد وأقرانهم من الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء بالمدرسة أو النادي لعمل أبحاث صغيرة عن سيرته صلى الله عليه وسلم ، بحيث تشمل موضوعاتها مثلا
حالة البشرية قبل مولده صلى الله عليه وسلم
حادثة الفيل
عبد الله ، وآمنة
مولده صلى الله عليه سلم وقصته مع حليمة
طفولته صلى الله عليه وسلم وصباه
فترة شبابه وزواجه من خديجة رضي الله عنها
علاقته صلى الله عليه وسلم بزوجاته رضوان الله عليهن
علاقته صلى الله عليه وسلم ببناته وخاصة فاطمة
علاقته صلى الله عليه وسلم بأصحابه وحبه لهم وحبهم له.
معجزاته صلى الله عليه وسلم قبل وبعد نزول الوحي
فهذه الطريقة تجعل ما يقرءون،و يكتبون أكثر ثباتاً في عقولهم،وقلوبهم ؛لأنهم سيبذلون الجهد في البحث عن تلك المعلومات، وتجميعها، وترتيبها، ثم كتابتها و صياغتها بشكل جيد.
ملاك أحمد عضو vip
عدد المساهمات : 94 نقاط : 205 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 57
موضوع: رد: أطفالنا وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الجمعة مايو 21, 2010 10:56 am
وينبغي مكافأة من قاموا بإعداد أبحاث جيدة بهدايا نعرفمسبقا أنهم يحبونها. كما يمكن إهداء الطفلأو مكافأته بكتب مثل: " معجزات النبي صلىالله عليه وسلم ودلائل صدق نبوته" للشيخ إبراهيم جلهوم والشيخ محمد حماد، و " محمدصلى الله عليه وسلم " لعبد الحميد جودة االسحار.
كيف نقيس حبنا للنبي صلى الله عليهوسلم؟
ينبغي لأبناءنا - في هذه المرحلة- أن يعرفوا أن حبهم للنبي صلى اللهعليه وسلم يحتاج إلى برهان ،فلا يكفي أن يقولوا أنهم يحبونه وإنما ينبغي أن يظهرذلك في أفعالهم وتصرفاتهم؛،وفيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعدهم على قياسمدى حبهم للرسول الكريم
هل تصلي عليه كثيراً؟
إن المحب لا يفتر عنذكر حبيبه والدعاء له،
(وكما يقول الإمام بن القيم " إن العبد كلما أكثر منذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه الجالبة لحبه تضاعف حبه له وتزايدشوقه إليه،واستولى على جميع قلبه،وإذا أعرض عن ذكره واستحضار محاسنه بقلبه نقص حبهمن قلبه")
هل قرأتسيرته؟
إن المحب ليشتاق إلى معرفة نشأة حبيبه، وتطورات حياته وأخباره.
هل عرفتهديه؟
إن المحب يكون شغوفاً لمعرفة أفكار ومعتقدات وأقوال حبيبه
(ولعلهذا يتحقق بقراءة كتب الأحاديث المبسطة مثل" رياضالصالحين")
هل تتبع سنته(الواجب منهاوالمستحب)؟
إن المحب يكون مولعاً بتقليد حبيبه
(ولعل هذا يتحقق بالتعرف علىسنته من خلال كتابي "فقه السنة"،و"منهاج المسلم")
هل زرت مدينته؟
إن المحب ليشتاق إلىديار حبيبه، والمشي فوق خطواته.
هل تحب آل بيته الكرام وأصحابه وأتباعه رضوان الله تعالىعليهم؟
إن المحب يحب أحباب حبيبه.
هل تحدثت عنه مع غيرك ممن لا يعرفون عنهشيئا؟
إن المحب يود دائما ًلو ظل يتحدث عن حبيبه مع كلالناس.
هل ترضى بحكمه فيما شجر بينك وبين غيرك منخلافات؟
إن المحب ليرضى بحكم حبيبه في شتى الأحوال،فما بالك إذاكان الحبيب
هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى؟ !
فإذا كانت إجاباتهم كلها ب
"نعم"
،فهم يحبونهبالفعل،
أما إن كانت الإجابة على بعض الأسئلة ب "لا"
فهم محتاجونإلى أن يراجعوا أنفسهم ، وإعادة النظر في طريقة حبهم له صلى الله عليهوسلم.
وإذا كانت إجاباتهم كلها ب
"نعم"
وشعروابرغبة شديدة في رؤيته صلى الله عليه وسلم في الدنيا،فيمكن أن نروي لهم هذه القصةاللطيفة؛مع توضيح أن رؤيته- بشكل عام- فضلٌ من الله، وعطيَّة يهبها لمن يشاء منعباده المؤمنين
( جاء تلميذ إلى أستاذه وقال" علمت أنك ترى رسولالله صلى الله عليه وسلم في رؤياك" ،فقال الأستاذ
" فماذا تريد يا بني؟" قال " علِّمني كيف أراه"،فإني في شوق إلى رؤياه،فقال له
" فأنت مدعولتناول العشاء معي هذه الليلة لأعلمك كيف تراه صلى الله عليهوسلم"
وذهب التلميذ لأستاذه الذي أكثر له من الملح في الطعام،ومنع عنه الماء،
فطلب التلميذ الماء ،فمنعه الأستاذ ،بل أصر على أن يزيده منالطعام،ثم قال له
" نَم وإذا استيقظت قبل الفجر فسأعلمك كيف ترى النبي صلىالله عليه وسلم"،
فبات التلميذ يتلوى من شدة العطش والظمأ، فقال له أستاذهحين استيقظ:
"أي بني قبل أن أعلمك كيف تراه أسألك "هل رأيت الليلةشيئا؟ " قال :" نعم"،قال له " ما رأيت؟ " ،فقال: " رأيت الأمطارتمطر،والأنهار تجري والبحار تسير " فقال الأستاذ: " صدقت نيتك فصدقت رؤيتك ،ولو صدقت محبتك لرأيت رسول الله!!!")
ومن الأمور بالغةالأهمية أن نوضح لهم
الفرق بين أن نحبه صلى الله عليه وسلموبين أن نغالي ونتعدى الحد،
فمن أراد أن يُرضي الله بحب النبي صلىالله عليه وسلم فعليه أن يحبه كما أراد الله ورسوله، وليس كما يوافق هواه !!!
(ومن منطلق أن حبه صلى الله عليه وسلم عبادة،فإن العبادةيجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى ،كما يجب أن تكون على طريقة رسول الله ، وإذاخرجت عن هذين الشرطين،صارت بدعة،ومن ثم فهي مردودة على صاحبها،فقد قالتعالى
،فقد تم الدين ولم يترك شيئاً لم يتحدث عنه،وما ارتضاهالله تعالى لنا لا ينبغي
أن نغيره،فقد كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهمأشد حباً له ،
ولكنهم لم يكونوا يفعلون محرماً من أجله صلى الله عليه وسلم؛
فكانوا لا يقومون إليه حين يأتيهم،كما يقوم الأعاجم الكفار لملوكهم ؛
وكانوا لا يبالغون في إطراءه حين نهاهم عن ذلك قائلاً :
" لاتُطْروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم،فإنما أنا عبدٌ لله ، قولوا
"عبد الله ورسوله"
وحين جاءه صلى اللهعليه وسلم رجل فراجعه في بعض الكلام،فقال
" ما شاء اللهوشئت"،
فقال له" أجعلتَني مع الله نداً؟ " بل قل
" ما شاء الله " فلا ينبغي أن نُغضب الله سواء بالمغالاة في مدحه
- صلى اللهعليه وسلم-
بان نرفعه فوق قدره ، أو بمجافاته صلى الله عليه وسلم بالعقل أوالقلب... ولكن علينا بالوسطية، وهي التزام السنة)
ومن ثم فعلينا أن نعلمأطفالنا مثلاً أنه لا يجوز الاستغاثة برسول الله
صلى الله عليهوسلم
،أو الاستجارة به بعد وفاته،لأنه لا يملك لنا شيئا، كما لا ينبغي أننفعل كما يفعل البعض عند قبره الشريف من رفع الصوت لأن الله تعالى يقول:
" لا ترفعوا أصواتَكم فوقَ صوتِ النبي ولا تجهروا له بالقول كجهرِ بعضكم لبعض أنتحبَط أعمالَكم وأنتم لا تشعرون"(الحجرات-2)
، ولا ينبغي أن ندعو أمام قبرهونحن ننظر إلى القبر،والصحيح أن ندعو ونحن متوجهون للقبلة ،أما المباح من القولونحن ننظر للقبر ،فالسلام عليه والإكثار من الصلاةعليه.
كما ينبغي أن نتحدث معه عن بعض الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة التيشاعت بين الناس،مثل" من حج ولم يزرني فقد جفاني" و " من زارني بعد مماتي فكأنمازارني في حياتي "و" رأيت ليلة أُسري بي مكتوباً على ساق العرش
لا إلهإلا الله محمد رسول الله..."
من تجارب الأمهات
* كانت الأم تحكيلطفلها منذ نعومة أظفاره سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان خَلقَهوخَلُقه، ولما بلغ العاشرة من عمره أكرمه الله تعالى بزيارة قبره صلى الله عليهوسلم، ولما عاد قال لها : " إني أحب الرسول جداً وأتمنى رؤيته،ومقابلته فيالجنة ؛ ولكني لا أحبه أن يكون ملتحياً؛ فأنا أفضله بدون لحية! فكان علىالأم أن تتصرف بلباقة فقالت له: " أنا متأكدة يا بني أنك حين تراه ستحبه أكثربكثير، سواء كان ملتحياً أم لا"، ولكنه أصر قائلاً:"لا، أنا أحبه بدوناللحية"،فقالت له الأم : " هل تعلم لماذا كان يربي الرسول لحيته؟" قال "لا" ،فقالت له: " لأن اليهود كانوا يحلقون اللحية،ويعفون الشارب، فأراد صلىالله عليه وسلم أن يخالفهم... أم أنك كنت تفضل أن نتشبه بهؤلاء القوم؟! " فردعلى الفور:" لا، لا يصح أن نتشبه بهم أبداً" وانتهى الحوار، ولم يعد يتكلم فيهذا الموضوع أبداً.
** وكانت أم أخرى تعاني من أن أصحاب ابنها من الجيران والزملاء لايلتزمون بالأخلاق التي ربته عليها،مما تسبب له في إحباط وعدم ثقة في تلكالأخلاق؛ لأنه لا يريد أن يشذ عن أصدقاءه وزملاءه،فقررت الأم أن تدعو مجموعة من هؤلاء الأصحاب في الإجازة الصيفية ليلعبوا معه بمختلف الألعابالتي لديه ، وفي نهاية الجلسة كانت تقدم لهم بعض الفطائر والعصائر أو المرطبات وتجلس معهم لتحكي قصصاً عن خُلُق معين من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع توضيح فائدة الالتزام بهذا الخُلُق ، وكانوا هم يقاطعونها أحياناًليكملوا حديثها،فكانت تتركهم يتكلمون- لأن ذلك يسعدهم- ثم تكمل حديثها؛ وكانتتكتفي بالحديث عن خُلُق واحد في كل مرة ...حتى شعرت في نهاية الإجازة بتطور ملحوظفي سلوكياتهم جميعاً،وفي طريقة حديثهم عن رسول الله صلى الله عليهوسلم.
*** وكانت أم ثالثة تحكي لأطفالها عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وطباعه، و كيف كان يفكر، وكيف كان يحل شتى أنواع المشكلات،حتى اطمأنت أنهم قدفهموا ذلك جيداً،فصارت بعد ذلك كلما مر أحدهم بمشكلة جمعتهم وسألت: " تُرى كيفكان سيحلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟"
ثم تكافىء من يقدِّمالحل الصحيح...فكانت بذلك تعلمهم كيف يطبقون هَديَه صلى الله عليه وسلم في حياتهمبطريقة عملية متجددة، حتى يعتادوا ذلك في الكِبَر ، ويعتادوا أيضا مشاركة بعضهمالبعض في حل مشكلاتهم.
وختاماً، فما هذهالعجالة-التي أرجو أن ينفع الله تعالى بها- إلا نقطة بداية يمكن أن ينطلق منهاالوالدان والمربون ليعينوا أبناءهم على محبته صلى الله عليه وسلم-بعد التأكد من صحةما يقولون- كما يمكن اتباع نفس الطريقة لغرس محبة صحابة رسول الله - رضوان اللهعليهم- في قلوب أطفالنا؛ وبالله التوفيق،وعليه التُكْلان ، والحمد لله ربالعالمين....
teigan نائب المدير
عدد المساهمات : 234 نقاط : 351 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/02/2010 العمر : 43
موضوع: رد: أطفالنا وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الجمعة مايو 21, 2010 12:35 pm