???? زائر
| موضوع: الترويح عن النفس الإثنين نوفمبر 09, 2009 5:16 am | |
|
يعد الترويح عن النفس احدى الرغبات الفطرية الموجودة
في اعماق كل انسان , ويبدأ الميل الى الترويح والترفيه
عن النفس منذ الصغر , ويزداد هذا الميل عند مرحلتي
المراهقة والشباب , ويمتد بعد ذلك – ولكن بصورة
اضعف – بامتداد عمر الانسان , ولذلك فالترويح عن
النفس ضرورة فطرية انسانية , وحاجة نفسية
وعقلية وجسمية .
وتنبع اهمية الترويح عن النفس من انه يساعد في تجديد
النشاط , وتقوية الارادة , وتنمية الروح المعنوية ,
وتنشيط العقل , والشباب حيث مرحلة الاعداد
والبناء للمستقبل وتوكيد الذات , يواجهون في
سبيل تحقيق ذلك عديد من المشاكل والازمات
والصعوبات , ولذلك فهم يحتاجون – ضمن
ما يحتاجون اليه – للترويح عن انفسهم , لان ذلك
يمثل عاملا مساعدا من عوامل بناء العقل والروح
والجسم وهي ابعاد الانسان الرئيسية .
ويحتاج الانسان الى الترويح عن النفس عندما يبذل الجهد
الجهيد ويمارس النشاط والعمل والعطاء , فمن يعمل بحاجة
الى الترويح عن نفسه , اما من لا يعمل فهو ليس بحاجة
ملحة الى الترفيه عن نفسه , وانما هو بحاجة ماسة للعمل
والنشاط ومشكلة بعض الشباب انهم يريدون الحياة كلها
لهوا ولعبا واستراحة , وهذا يعني ان الترويح عن النفس
قد تحول الى هدف بذاته , وهذا عين الخطا , اذ ان الترويح
عن النفس وسيلة لاهداف نبيلة تتلخص في تجديد النشاط .
وتنشيط العقل والروح , وتنمية الجسم والبدن , اما من
يريد الترويح عن النفس كهدف بذاته , فهو يبحث دائما
عن المتعة واللذة والاستمتاع بمظاهر الحياة ومفاتنها ولا
يريد عملا حقيقيا , ولا نشاطا دائما , ولا اهتماما بقضايا
المجتمع وهمومه , وهذا الصنف من الشباب يتصرم شبابهم
وهم في حالة من السبات والغفلة ولا يدركون خطأ تصرفاتهم
الا بعد فوات الاوان ! .
والمطلوب ان يعتبر الشباب الحياة الدنيا مكانا للعمل الصالح
والنشاط الدائم , والعطاء المستمر , ومن يتصف بذلك يحتاج
لكي يروح عن نفسه وذاته كمقدمة للعمل من جديد , واستراحة
لزيادة النشاط , ومحطة للتزود من اجل العطاء
والانتاج ولعمل .
وضمن هذا السياق , جاءت التوصيات الاسلامية حاثة
الانسان لكي يروح عن نفسه ساعة بعد ساعة , فقد روي
عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قوله :
( روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة , فأن القلوب اذا كلت
عميت ) . ويقول الامام علي رضي الله عنه :
( ان للقلوب شهوة واقبالا وادبارا , فأتوها من قبل شهوتها
واقبالها , فأن القلب اذا اكره عمي ) , وعنه ايضا قال :
( ان هذه القلوب تمل كما تمل الابدان , فابتغوا لها
طرئف الحكم ) ان الترويح عن النفس حاجة وضرورة
فطرية وانسانية , فالانسان بحاجة الى الراحة بعد العمل
والنشاط , لكي يعاود العمل والنشاط مرة اخرى بالمزيد
من الفاعلية والعطاء والانتاج . ولا معنى للراحة دون
العمل , ولا للترويح عن النفس من دون جهد وتعب ,
فالانسان خلق ليعمل , ولينتج , وليعطي مما اعطاه الله .
ولم يخلق لكي يلهو ويلعب من دون حدود وقيود , ولكن
من يعمل بحاجة الى الراحة , ومن يتعب بحاجة الى ان
يروح عن نفسه , من اجل العمل بعد ذلك بفعالية
ونشاط اكبر .
وثمة نقطة يجب الانتباه اليها وهي : ان الترويح عن
النفس حق من الحقوق , فلا يحق لاحد ان يضر نفسه
اوعقله او بدنه , يقول علي رضي الله عنه :
( لكل عضو من البدن استراحة ) . وفي الوقت نفسه
يجب ان يكون الترويح عن النفس بوسائل مشروعة ,
وضمن دائرة الحلال , ولا يجوز للانسان ان يغرق في
الحرام بحجة الترويح والترفيه عن النفس , خصوصا
وان دائرة الحلال واسعة , بينما ودائرة الحرام ضيقة
جدا , فلنروح عن انفسنا , وليكن ذلك في اطار الحلال
والمباح والمشروع .
ومن المفيد للغاية ان يوازن الشباب بين اوقاتهم , فالجد
في اوقات الجد , والترويح عن النفس في ساعات الفراغ
و الراحة , وقد قسم الامام موسى الكاظم ساعات اليوم
الى اربع محاور حيث يقول : ( اجتهدوا في ان يكون
زمانكم اربع ساعات : ساعة لمناجاة الله , وساعة لامر
المعاش , وساعة لمعاشرة الاخوان والثقات , وساعة
تخلون فيها لذاتكم في غير محرم . وبهذه الساعة تقدرون
على الثلاث ساعات ) .
ان الترفيه والترويح عن النفس بالوسائل المشروعة
سيكون حافزا قويا للمزيد من العبادة والعمل والانتاج ,
كما يحقق التوازن في شخصية الانسان , ويزيد من
قدرة الشباب على العمل والنشاط الدائم.
موضوع اعجبت بمضمونه نقلته للفائدهـ
|
|