قلق واضطرابات النوم عند الأطفال
غالباً ما يعتاد الشاب أو الشابة في مقتبل العمر، على الحياة المتحررة من كثير من القيود. على سبيل المثال، يذهبون إلى أي مكان يريدونه، والأهم أنهم ينامون متى ما شاءوا.
ولكن بعد الزواج وإنجاب الأطفال، يصبح نوم الوالدين مقيداً بعادات نوم أطفالهم، خاصة إذا كان الطفل قلقاً ومضطرب النوم, وهو ما ينتج عنه معاناة الأب والأم خلال النوم.
لا بد من التضحية:
فكما هو معلوم، ليس هنالك أوقاتاً محددة لنوم الطفل، ومتى ما داهمه النعاس، فإنه يخلد للنوم مباشرة، بينما يعاني الأب والأم من ساعات الأرق قبل النوم.
ولذا فإننا نجد الوالدين وخصوصا اللذين يعملان منهم, يعانون معاناة شديدة من تقلب ساعات نومهم, فأحيانا يبقون مستيقظين طوال الليل، وهما يحاولان جاهدين تهدئة الطفل لينام، لكن دون جدوى. وفي أغلب الأحيان، تضحي الأم بليلها، الذي تقضيه بالسهر، لا سيما إن كان الوالد يصحو مبكرا للعمل, أما إذا كانت الأم تعمل أيضاً، فإن على الوالد أن يضحي هو الآخر بسهر جزء من الليل.
معاناة لدى الجميع:
جاء ضمن تقرير أعدته جمعية النوم الخاص بالأطفال الأمريكية "يعاني الآباء كثيرا من تقلب نوم أطفالهم, ودلت الإحصائيات الحديثة بأن نحو 25%30% يعانوا من السهر بسبب أطفالهم".
أما بالنسبة لطلاب المدارس الابتدائية فقد دلت الإحصائيات الحديثة بأن نحو 27% منهم يعانون من قلق واضطرابات في النوم, بينما نجد نحو 11% منهم يعانون من اضطرابات في الخلود للنوم. بينما أظهرت الجمعية الدولية للنوم بأن نحو 60% من الأطفال من سن عام إلى سن 18 سنة يعانون من الإرهاق أثناء اليوم، وإذا لم يجدوا المكان المناسب للنوم فإنهم يمتنعون عن النوم.
تأثير النوم على صحة الطفل:
يعتبر النوم من أهم العادات لاكتمال نمو الأطفال البدني، ويشمل ذلك نموهم العصبي والعقلي, ويمثل النوم أيضا جانباً هاماً من اكتمال الجوانب النفسية، حيث يصبح الطفل متوازنا نفسياً. وإذا لم ينل الطفل قسطا وافراً من النوم فإنه يصبح عصبيا ويثور لأقل كلمة توجه له، وربما يقذف بما يقبض من أشياء على الأرض.
ونضيف إلى ذلك أن النوم يعمل على تقوية جهاز المناعة الخاص بالطفل, فالطفل الذي لا ينام كثيراً ويكون قلقاً، فإن جهاز المناعة لديه يكون ضعيفاً، وبالتالي يتعرض لكل أنواع الأمراض التي تصيب الأطفال من زكام وأمراض المعدة والإسهالات.
عادات تساعد على النوم:
ويفسر عدم أخذ الطفل لساعات النوم الكافية البروفسير مارك ويسبلوس مؤلف كتاب "نحو عادات صحية لنوم طفلك" ومدير قسم التشخيص بجامعة نورث وسترن بأمريكا, يرجع هذا الأمر إلى أن الوالدين عادة ما يفشلا في توفير المناخ الملائم للطفل لكي ينام الساعات المناسبة له.
ويضيف البروفسير بالقول: "إن هنالك بعض العادات والنشاطات التي تساعد الطفل على الخلود مبكرا لسريره والتمتع بساعات نوم هانئة, فالطفل الذي يكون دائم الحركة في المنزل ولديه صغارا آخرين يركضون معه ويلاعبونه فإنه يركن للنوم في ساعات مبكرة وفي أغلب الأحيان يتمتع بساعات نوم غير مضطربة".